...ιlιlιlι... منتديات وناسه ...ιlιlιlι...

**مرحبا بكل زوار منتدى وناسه **

زائرنا العزيز تفضل بالتسجيل بمنتديات وناسه للتتمكن من المشاركه

مع تحيات אַ ċĺÁşşłć אַ.... مدير ومؤسس المنتدى

طابت اوقاتكم بكل خير مع تمنياتي لكم بالوناسه

...ιlιlιlι... منتديات وناسه ...ιlιlιlι...

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    كراهية ما أنزل الله تعالى: الأعراض والعواقب والأسباب والعلاج

    حمودي
    حمودي
    مشرف القسم الاسلامي
    مشرف القسم الاسلامي


    البلد : السعودية
    × الهوايه × : كراهية ما أنزل الله تعالى: الأعراض والعواقب والأسباب والعلاج  Wrestl10
    |..المزاج..| : رايق
    عدد المساهمات : 63
    النقاط : 185
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010

    كراهية ما أنزل الله تعالى: الأعراض والعواقب والأسباب والعلاج  Empty كراهية ما أنزل الله تعالى: الأعراض والعواقب والأسباب والعلاج

    مُساهمة من طرف حمودي الجمعة سبتمبر 03, 2010 6:46 pm

    كراهية ما أنزل الله تعالى: الأعراض والعواقب والأسباب والعلاج

    إياد قنيبي

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

    أحبتي الكرام: كم هو خطير أن ينطوي صدر أحدنا على مرضٍ يعكر عليه صفو حياته ثم ينسف في الآخرة حسناته ويجعلها هباء منثورا. لا تظن أن هذا المرض نادر، ولا تحكم مسبقا أنك سليم منه تماما. فتعال معنا يا رعاك الله وتعالي معنا يا رعاكِ الله، لنعرف أعراض هذا المرض وعلاماته فنفتش عنها في نفوسنا، ثم لنعرف عواقبه ونتائجه الوخيمة فنحذرها، ثم لنعرف أسبابه فنستأصلها من حياتنا، ثم لنعرف علاجه وترياقه فنستشفي به وتطيب لنا حياتنا ونلقى الله بإذنه بقلب سليم.


    أولا: مظاهر كراهية ما أنزل الله تعالى:

    قال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه: "ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه". (تفسير ابن كثير).

    ومهما يكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تُعلم


    سآتيكم بأمثلة واقعية أعرفها. وأرجو من أخواتي أن يسمعنني جيدا. فنصيبهن من هذه المحاضرة أكبر من نصيب الرجال.

    - دكتور جامعي في مجال الفيزياء يحدثني أنه متزوج من 13 سنة ولم يُرزق أولادا. فحثته زوجته على الزواج من أخرى. قابَلَ محجبات...محجبات. لكنهن كُن ينفرن عندما يعلمن أنه متزوج. إحداهن قالت له: "أنا إذًا أشك أن هناك آية دسيسة في القرآن فهي آية مثنى وثلاث ورباع"!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم. فهذه تكره حكم التعدد في دين الله تعالى.

    - أخرى تقول: "أنا أحب القرآن كله إلا الآية التي فيها {وَاضْرِبُوهُنَّ} إذا وصلتلها بَعَدِّي عنها". يعني تتجاوزها إلى ما بعدها ولا تقرأها، فهي تكره الآية التي فيها ضرب المرأة الناشز.

    لا غرابة في أن تكره امرأة أن يتزوج عليها زوجها أو أن يضربها... هذا شعور عادي متوقع لا إثم فيه. لكن الإثم والمصيبة في أن تكره حكم التعدد نفسه أو حكم الضرب نفسه.

    - مثال آخر: رجل يصلي ويصوم لكنه يهدد زوجته بالطلاق إن ارتدت الحجاب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    - مثال آخر: إذا كنت في مكتبك بين زملائك وفتحتَ المذياع على القرآن الكريم فكان أول ما قرأ القارئ: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [محمد:4].

    كيف سيكون شعورك؟ هل ستكون فخورا بكلام الله تعالى موقنا بمشروعية الحرب في الإسلام وحكمتها، أم أن الوجه سيحمر ويصفر وتسارع إلى تخفيض الصوت؟

    - مثال آخر: أثناء دراستي الجامعية طُرح موضوع العلاقة بين الذكور والإناث في إحدى المحاضرات. أحد الزملاء قال إن الله جعل لهذا الأمر ضوابط ثم تلا قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30]. ظهرت على وجه المُحاضر ووجوه بعض الطلاب ابتسامة صفراء مستخفة تكاد تنطق وتقول: "إنت عايش فين؟ إنت جاي تلزمنا بقناعاتك وتفرضها علينا؟!"

    ومثل هذا قد يحصل في اجتماعات الشركات التي يُحسب أنها "مرموقة" أو في مجالس تصوغ القوانين... يُطرح موضوع للنقاش ويكون لله فيه قول فصل... لكن المشاركين مع ذلك يخوضون في نقاش طويل، كلٌّ يدلي بدلوه كأن المسألة متروكة لاجتهادهم. لو أن أحدهم قال:" أثناء عملي في الولايات المتحدة لاحظت أن النظام المعمول به في هذه المسألة كذا" لأنشَدَّت القلوب وانجذبت نحوه الأبصار. لو أن أحدهم قال: "استشرتُ مكتبا قانونيا وأخبرني أن الحل كذا" لسكتت الألسنة وأصاخت الأسماع لمعرفة حكم القانون البشري وحكم الأسياد من "العالم" الغربي.

    كيف تُرى يكون الحال لو أن مسلما فخورا بدينه ينبه الحاضرين أن لله تعالى في المسألة حكما وأنها ليست من الأمور المتروكة للبشر؟ كيف سيقابله الحاضرون لو قال: الحكم كذا لأن الله تعالى قال...ثم يتلو الآية.

    إلا من رحم ربي... تبادُل لنظرات الاستخفاف وابتسامات غبية ممن يحسبون أنفسهم أذكياء، وكأن هذا المسلم الفخور جاء بعُرف قبَلي معمول به في مجاهيل أدغال إفريقيا.

    {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر:45].

    هذه وغيرها ماذا نسميها؟ محبة ما أنزل الله؟ الثقة بما أنزل الله؟ الاعتزاز بما أنزل الله.

    أم أنها كراهية ما أنزل الله؟ ولمن يجد هذه التسمية مبالغة، أظنك لن تمانع إن سمينا هذه نماذج للحرج مما أنزل الله. وحتى على هذا التقدير فسترى ما جزاء هذا الحرج عند الله تعالى.

    إذن:
    ثانيا: عواقب ونتائج كراهية ما أنزل الله تعالى:

    نريد أن نعرف خطورة هذا الموضوع وخطورة أن يشوب قلبَك أدنى شائبة من هذا المرض. واحذر أخي واحذري يا أختي. فإن هناك أمراضا وإن قل مقدارها لكن نقطة منها تعكر ماء البحر. ألم تر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر» (رواه أحمد وصححه أحمد شاكر والوادعي).

    فأَولى أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كراهية ما أنزل الله.

    أولُ نتيجة لهذا المرض:

    1) أنك إن وجدت في نفسك حرجا من شيء مما أنزل الله فلست مؤمنا. قال الله تعالى:

    {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].

    لاحظ قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ}...فإن وجدت حرجا من شيء من حكم الله ورسوله فقد أقسم الله تعالى بنفسه أنك غير مؤمن، وإذا ضاع الإيمان من القلب حل محله النفاق.

    من كره ما أنزل الله لن يجد حلاوة الإيمان. إن المطلوب منا ليس محبة ما أنزل الله فحسب، بل أن يصبح ما أنزل الله ميزاننا الذي به نحب أشخاصا وأفكارًا ومبادئ ونبغض أخرى. قال عليه الصلاة والسلام: «ثلاث من كُن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار» (البخاري).

    حب وحب وبغض على أساس محبة ما أنزل الله. فمن كره ما أنزل الله أصلا اختل لديه الميزان وفقد حلاوة الإيمان.


    2) حبوط الأعمال، بل والكفر! نعم الكفر.

    قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:8-9].
    اختار الله أسوأ صفة للكافرين أدت إلى حبوط أعمالهم: أنهم كرهوا ما أنزل الله.

    فإذن، لا يكره آيات الله مؤمن...بلا لا يكرهها إلا كافر.

    وقال الله تعالى بعدها بآياتٍ في السورة نفسها: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:28].

    كرهوا رضوانه لأنهم كرهوا ما يؤدي إلى رضوانه تعالى... كرهوا أحكام الإسلام، كرهوا شعائر الإسلام، كرهوا المظهر الإسلامي.

    أحبتي الكرام، إن حبوط العمل أكبر المصائب. تصوروا من يبني بناية يتعب في بنائها سنوات ثم يدمرها! تصوروا من تغزِلُ ثوبا تتعب فيه ليالي وأياما تِباعًا، حتى إذا انتهت منه نقضته وأعادته خيوطا! هذا مَثَل من يعمل أعمالا كثيرة من الخير لكنه يجعها هباء بعمل أو شعور محبط للحسنات ككراهية ما أنزل الله.

    لذلك قال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ} [النحل: 92].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33].
    تحذير من رب العالمين وتنبيه للعقلاء. فانتبه لئلا تكون ممن قال الله فيهم: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [الفرقان:٢٣].

    أخي، أختي! لا تخدر نفسك وتطمئنها أن هذا الكلام لا ينطبق عليك لأنك تحب "أكثر" ما أنزل الله! فإن الرضا ببعض ما أنزل الله والإعراض عن البعض الآخر هو من نهج المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ . وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النور:48-50].

    المنافقون يختارون حكم الله ويذعنون له إن كان في صالحهم الدنيوي، ويعرضون عما لا يوافق أهواءهم من كتاب الله. قد ترى امرأة في الستينات متعلمة حاملة لشهادة الدكتوراه منخرطة في الطبقات الـ"مرموقة" حسب تعريفها إذا تُلي أمامها قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة:282]... تنفر وتتساءل: "لماذا شهادة المرأة نصف شهادة الرجل؟ أنا الدكتورة شهادتي في القضاء الإسلامي نصف شهادة حارس عمارتي؟"

    هذه ذاتها التي تجد حرجا من حكم من أحكام الله إن كانت أم أولاد وسمعت قول الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23]...قد تُطرق رأسها في خشوع وتقول: صدق الله العظيم. لسان حالها يقول: "أيوه يا رب! هذا الكلام ولا بلاش"!

    {أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النور:50].

    قال الله بعدها مباشرة: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51].

    في كل مقام، مع كل آية... لاينفعك أن تقول يوم القيامة يا رب أحببت 99% مما أنزلت وكرهت 1% فقط.

    كذلك يا أخي لا تظن أن المهم هو القيام بالأمر من أوامر الله حتى لو كنت كارها له. فإن هذه الكراهية من أعمال القلوب التي تُحاسب عليها كما تحاسب على محبة الله أو بغضه. فمن كره ما أنزل الله حبط عمله وإن أتى بشرائع الإسلام.

    ولقد عد العلماء كراهية ما أنزل الله في نواقض الإيمان.

    3) النتيجة الثالثة من نتائج كراهية ما أنزل الله: الذل والهزيمة... جزاء وفاقا لمن كره ما أنزل الله. فمن حمل في قلبه هذا المرض فليس أهلا للعزة والكرامة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7]، هذا الكلام للمؤمنين المحبين له تعالى ولكلامه وشريعته و شعائر دينه. فوضع الله تعالى أنصاره في كفة، ثم انظر في الآية التالية مباشرة من وضع في الكفة المقابلة؟

    {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:8-9]، فالمؤمن ينتصر بنصرته لله ومحبة دينه... والكافر يُهزم بكراهية ما أنزل الله تعالى. فكيف إذا تحول المؤمن إلى كراهية ما أنزل الله؟ حينئذ يستويان في هذه الكراهية، وينتصر من عنده النووي والأباتشي والمدمرات.

    ولا ننسى أن كراهية شيء مما أنزل الله كالكفر به، كما أن الإيمان بوجود الله مع كراهيته تعالى كفر به. ماذا قال الله تعالى فيمن يكفر بشيء مما أنزل الله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85].

    هذا جزاء من يكره ما أنزل الله...التعاسة والخزي والذل.

    4) النتيجة الرابعة من نتائج كراهية ما أنزل الله: تشتتُ النفس واضطرابها وقلقها.

    فكيف تسجد لله وأنت تكره شيئا مما أنزل؟ وكيف تحترم نفسك وهويتك الإسلامية وقلبك لم يُسلم لله برمته.

    أرأيتم عن أي شيء نتحدث؟ عن مرض يوقع في الكفر وحبوط العمل وذهاب الإيمان ولذته وحلول الخزي والتعاسة وتمزق النفس.

    أما آن لنا أن نفتش عنه في حنايا أنفسنا ونواجهه بشجاعة؟ أما آن لنا أن نعرف أصول هذه المشكلة الخطيرة في أنفسنا وكيف نشأت لنُضيق عليها الخناق ونطفئ نارها قبل أن تحرقنا؟


    إذن فلننتقل الآن إلى:
    ثالثا: أسباب كراهية ما أنزل الله:

    1) المعصية.
    قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63].

    تهديد من الله تعالى لمن يعصيه... أن يفتنه. وشر فتنة هي فتنة القلب بحيث يختل ميزانه فيكره ما أنزل الله. (راجع صفة: الشك في الدين من كتاب هذا النفاق فاحذروه).

    تهديد من الله لمن يجلس قبل النوم يقلب المحطات على المحرمات فيستجلب سخط الله وتُنكت في قلبه البقع السوداء.

    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف:5].

    تهديد من الله لامرأة تجلس على مسلسل فيه ما فيه من إشاعة للعلاقات الغرامية خارج الزواج الذي أحله الله تعالى، وفيه قتل للغيرة والحياء واجتراء على حدود الله التي قال فيها: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:229] فتتابع الظالمين بتعاطف شديد...وتترك مشاعرها تنساق وراء الظالمين على أنغام الموسيقى...أمَّا أن تنكر المنكر فهذا شيء في طي النسيان تماما في مثل هذا الموقف... فينفتح القلب ليلقي فيه مؤلفو هذه المسلسلات ما شاءوا من حب للفسوق والعصيان وتكريه لأحكام الله تعالى.

    {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور:63].
    تحذير للمتبرجة..قد ترى المتبرجة تعترف أولَ الأمر بذنبها وتطلب ممن حولها الدعاء لها أن يهديها الله للحجاب. ثم قد تجدها بعد حين تقول إن الحجاب ليس كل شيء، وإني لا أدع فرضا إلا أديته. ثم تبدأ بانتقاد المحجبات لبعض سلوكياتهن وتصرح أنها بأخلاقها خير منهن. ثم قد يصل بها الأمر أخيرا إلى أن تُبغض فرض الحجاب وتراه حَجرا على المرأة وغَضّاً من قيمتها. زاغ قلبها بمعصيتها وأصابتها الفتنة.

    فيا من تستمر على معصية ولا تسارع إلى التوبة منها: أنت بذلك تتسبب في سواد قلبك وحلول مرض كراهية ما أنزل الله فيه. وهذا أخطر بكثير من ذنب المعصية ذاته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 7:37 pm