" عندما يحيا الأموات ، ويموت الأحياء "
يحيا الأموات بكلماتهم ، وما خطته أناملهم ، بصدق أقوالهم ، وثبات مواقفهم
، مع رحيل اجسادهم ، وارتقاء ارواحهم ، فتبقي ما كتبته تلك الأيادي البيضاء،من أعمال خير وافعال وامر بالمعروف ونشر لدين..ونصح لناس ونهي عن المنكر..تلك الافعال
تحيي الأمل وتبعث بالرجاء ،بعد أن ضحوا بأرواحهم ، وأموالهم ، ودمائهم ، ودنياهم ،
في سبيل ما يكتبون من قيم ثابتة ، ومباديء راسخة ، في سبيل هذا الدين
حينئذ
سينتصر بهم الإسلام والمسلمون وهم أموات ، ويعز أهل الإيمان ويذل أهل الشرك والأوثان
وتكون حياة العز والكرامة فتضحياتهم ودماؤهم وقود ونيران
تبدد الظلام وتذهب بالأحزان والآلام ..
وعندما يموت الأحياء ، وتبقى اجسادهم تسير على الأرض ، لكنها بلا حياة
قلوبهم ميتة ، عندما عاشوها لأهوائهم وملذاتهم وشهواتهم وكسب للذنوب
وعصيان خالقهم والبعد عن الله
وسيأت على ايديهم اليوم الذي يدرس فيه الإسلام كما يدرس الثوب ،
حتى لا يدرى ما صيام ، ولا صدقة ، ولا نسك .
" أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً "
سيد قطب ؛ من ذا الذي يقدر أن يقتل كلماته ، ويمحو احرفها من القلوب والصدور
بقيت كلماته كالنقش بالصخر والحجر ، وماتت كلمات من حاول النيل من عرضه وكتبه
وهم يتسولون على كتبه وكتاباته ،عندما سرقوها ليقتاتوا بها على أنها من بنات افكارهم
ففضحهم الله وأخزاهم ، في أنفسهم وعقر دارهم فماتوا وهم أحياء وعاش سيد قطب وهو ميت
لا ينسيني الحديث عن رجل مغمور كان يدعي السلفية . بغضه لسيد قطب جعله
يجالس المتبرجات ويظهر بالفضائيات كان لسان حاله إذا سألته
ما اسمك قال سيد قطب تكفيري ، وإذا قلت له كيف حالك قال سيد قطب خارجي
مات هذا الرجل وقيل أنه مات في دورة المياه ، وبغض النظر عن صدق كيفية موته
إلا أن الرجل مات ، وبقي سيد حيا
سيد قطب دفع ثمن كلماته من دمائه أما هؤلاء قبضوا ثمن كلماتهم وكتبهم ومقالاتهم من الطعن
في سيد قطب لما سرقوا كلماته وأخذوا أجرها من دور الطبع النشر أو ارتقوا بطعنه ونالوا بها شهرة بالفضائيات
لذلك عاش سيد قطب حيا وإن مات ، ومات هؤلاء وإن بقي بعضهم أحياء
لقد عاش كثير من ابناء هذه الدعوة وعاشت معهم كلماتهم ، عندما كانت تبعث
في الأرواح عزة الدين فكان لها قبول وصدى ، وقد التف حولهم الصالحون والصادقون ،
يوم أن كانت صافية لم تمتزج بشوائب الدنيا ومنغصات الشهوات والهوى ..
عاشوا وعاشت تلك الكلمات مصابيح نور وهدى يمشي على خطاها أهل الإيمان والتقوى ،
وعاش أصحابها ولهم في القلوب معزة ، ورفعة
ولم يمض عليها وقت طويل وإذا بها قد انتكست وارتكست
وأخذت بالاحتضار وهي تئن وتعاني آهات وزفرات الموت
لعل أحدا ينقذها أو يلتفت إليها ، وإذا بها تصبح أثرا بعد عين
قتلها أصحابها ، بعد أن اختاروا عيش اجسادهم على موت كلماتهم
عندما عاشوها على مباديء وأفكار الغرب ، وفهم العقل ، والعذر بفقه الواقع زعموا
وبمحاباة ومداهنة أهل البدع والضلال غيروا من أساليبهم وانقلبوا على مناهجهم وأفكارهم
انسلخوا من قيمهم ومبادئهم ، فالتف حولهم العلمانيون وأصبح رفقاء دروبهم الديمقراطيون والليبراليون
وطار بأقوالهم العلمانيون ، منابرهم قنوات mbc و lbc ، أصبحوا فقهاء التسول ،
حتى تخلى عنهم الصالحون والصادقون ، ولم يبق في حياتهم إلا بعض المخدوعين
والمغررين ، والعلمانيون والليبراليون والديمقراطيون
فماتوا وهم أحياء ، وماتت كلماتهم ، ولا وجود لها عند أهل الصدق والصلاح
مات أحمد بن حنبل ومات رأس الفتنة ابن أبي دؤاد وبشر المريسي ،
لكن بقي ما كتبه أحمد بن حنبل حيا وهو يفدي ما خطته أنامله وما نطق به
لسانه بالحق يفدي كلماته بجسده وهو ينال الضرب بالسياط
والسجن والتعذيب من الجلادين ، وعاشت ذكراه
ومات ابن أبي دؤاد ومن معه عندما عاشوا حياتهم ببلاط السلطان على
صرخات ووجع ابن حنبل وهم يتنعمون
وماتت معهم أفكارهم ومعتقداتهم فلم يكن لها ثمن إلا التسول ، والظلم والقهر للعباد
وحب الشهوات ، فكيف لمثل هذا الثمن أن يكون له آثارة من الحق
مات ابن أبي دؤاد مسجونا بجسده مشلولا لا يقوى على الحراك لأربع سنوات
أما ابن تيمية فذكره خالد بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
ألف رسالته الإستغاثة فلم تعجب أهل البدع والأهواء وكحالهم في كل زمان ومكان
فقام عليه الصوفي علي بن يعقوب البكري فكفر ابن تيمية وطالب بقتله
وألب عليه الحكام وقام باستعداء العوام وحرض عليه فسب وشتم وسجن ،
وبالغ بإيذائه حتى تجمع عليه مع الغوغاء فضربوه ونالوا منه وآذوه
حتى افتضح أمره فهرب ولما ضاقت عليه الأرض لم يجد إلا ابن تيمية
يختبئ عنده وفي منزله
فرفع الله ذكر ابن تيمية وعاشت رسالته ومات اعداؤه وماتت معهم افكارهم
ضحى هؤلاء من أجل كلماتهم وكتاباتهم لم يأكلوا بها ولم يتسولوا بمداد كتبهم
ابتعدوا عن مواطن الشبه والمحرمات ولم يقتاتوا على جهود الآخرين
ولا على السب منهم والنيل والوشاية بهم ، لم يقبلوا لها ثمنا من حضيض الدنيا
ومتاعها ورموا كل ذاك خلف ظهورهم ، بخلاف خصومهم الذين لولا سبهم
وشتمهم وطعنهم بأهل الإيمان والصدق والجهاد ، ولولا محاباتهم لأهل الباطل
والضلال والإنحراف ، لكانوا نسيا منسيا
أما احفادهم من المرجئة ودعاة الفضائيات وأصحاب الضلال
فلن يكون لهم ذكر
ولن يكون لكتبهم ولا لكتاباتهم إلا قراطيس من الورق ..